Menu

ردود و تفاعلات :

رداً على مقال فوضى في دمج ذوي الإعاقات الخاصة
 تعقيباً على سمر المقرن: هذه تجربتي مع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة قرأت مقال الأخت الكاتبة سمر المقرن يوم الأربعاء 15 رجب 1430هـ بعنوان (فوضى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة)، وأود أن أكتب عن تجربتي ورأيي في هذا المجال، حيث تشرفت بخدمة هذه الفئة خلال عملي كمساعدة في الروضة 35 بالرياض، ففي عام 1425هـ تم اختيار روضتنا لاستقبال مجموعة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان نصيب روضتنا استقبال الأطفال فاقدي السمع (سمعي) والأطفال ذوي اضطرابات النطق ويطلق عليها (اضطرابات تواصل). ولا أخفيكم سراً أحسسنا بكبر المسؤولية إذ كيف سنستقبلهم ونتعامل معهم، وماذا نستطيع أن نقدم لهم؟ زارتنا المشرفة الخاصة بهم وأعطتنا التوجيهات التي يجب أن نسير عليها، والتحقنا في نفس الوقت بعدة دورات ومحاضرات خاصة بالتعامل معهم. وكانت المشكلة في استقبال الأطفال وتجهيز الغرف الخاصة بهم والتي تحتوي على أثاث ووسائل معينة لهم، مع حضور الدورات في نفس الوقت.. حيث يفترض أن يتم التدريب أولاً ثم التجهيز ثم استقبال الأطفال حتى نتأكد من توافر بيئة صحية وصحيحة تكفل للأطفال المعنيين ببيئة تعليمية ونفسية سليمة محفزة. أما بالنسبة لكيفية دمج الأطفال ذوي الإعاقة السمعية مع الأطفال العاديين في الروضات الحكومية فيكون طوال فترات البرنامج المكون من فترات (حلقة - أركان - ملعب - وجبة - لقاء أخير)، حيث يكون في الفصل (18) طفلاً عادياً مقابل (6 أو 7) ذوي إعاقة سمعية أواضطرابات تواصل، ويوجد في الفصل معلمتان تعليم عام ومعلمة تعليم خاص. وتشارك المعلمات في جميع فترات البرنامج ولكن تأخذ كل معلمة أطفالها حسب الجدول المخصص لكل طفل أو مجموعة أطفال لتطبق معهم جلسات التخاطب (التدريب على مخارج الحروف وترديد الكلمات) في الغرف الخاصة بهم حيث يقتطع من وقت الملعب أو الأركان معدل 20 إلى 25 دقيقة هي فترة التدريب. وحسب تجربتي لخمس سنوات كنت أتابع فيها أطفال التربية الخاصة وأعني بما يخصهم أرى أنه من الجيد دمج الأطفال ذوي الإعاقة السمعية مع الأطفال العاديين من بداية سني الدراسة الأولى روضة وتمهيدي، حيث إن نظرة الاستغراب والعطف التي كان الأطفال يرمقونهم بها في بداية الأسابيع الأولى من الدراسة تتلاشى تدريجياً ليصبح الوضع عادياً، ويبدأون في التعامل والتفاهم معهم بالإشارة في اندماج مدهش أرى أنه مفيد أيضاً للطفل السليم. كما أسلفت سابقاً أنا مع دمجهم ولكن لابد أن يكون دمجاً مكانياً وليس شاملاً لكل الفترات والمواد. فمثلاً في فترة الحلقة تتلو المعلمة القرآن وتعرض المواد وتسأل الأطفال والأطفال يشاركون بالإجابة. هذا النشاط لا يستفيد منه الطفل الأصم ولا يصله إلا القليل مما يفترض أن يتعلمه وفي هذا هضم لحقه وإيذاء لنفسيته لأنه بالتأكيد لا يعرف ماذا تقول المعلمة ولا ماذا يجيب الأطفال. كذلك فترة اللقاء الأخير والذي يتم فيها سرد قصة على الأطفال أو أنشودة ترددها المعلمة بلحن معين يتجاوب معها الأطفال بالترديد والتصفيق وفاقد السمع لا يفقه ماذا يقولون، أليس في هذا سحق لنفسيته؟ لذلك أعتقد أنهم لا يرغبون في حضور مثل هذا النشاط. لذا أرى أن يكون الدمج في ثلاث فترات وهي (فترة الملعب - الأركان - الوجبة) وهذا زمنه ساعتان ونصف الساعة يومياً، أما فترتا الحلقة واللقاء الأخير ومدة كل منهما نصف ساعة فأقترح فصلهم وإعطاءهم حقهم من نفس النشاط ولكن تقدمه لهم (معلمة التربية الخاصة) وتشرحه بطريقتها الخاصة التي تستطيع بها توصيل المعلومة لهم كاملة وبهذا يأخذ الطفل حقه كاملاً من العطاء والفهم، ونكون قد حققنا معنى الدمج الذي نصبو له جميعاً والهدف المنشود منه، ليرفع الطفل من مرحلة التمهيدي إلى الابتدائي ولديه حصيلة جيدة ليندمج مع الأطفال العاديين في هذه المرحلة، ولكن يراعى أن تقدم الحصص والدروس المهمة مثل الرياضيات - القواعد - العلوم والتي تحتاج إلى شرح وفهم من قبل معلمات ومعلمين مختصين بذوي الاحتياجات وفي فصول دراسية خاصة بهم ومهيأة بالوسائل المعينة على توصيل المعلومة. إذا كان الهدف من الدمج هو إبعاد النظرة غير العادلة تجاههم، فيجب أن يتم بطريقة مدروسة لا تحرمهم حقهم من التعليم الصحيح، بحيث يكون دمجاً مكانياً فقط ويلتقون في حصص الخط - الفنية - والأنشطة اللاصفية... الخ. وطالما أن الهدف نبيل فلابد أن يكون التطبيق أيضاً بنبل الهدف. والله من وراء القصد..

الإحصائيات

  • عدد المشاهدات : 1830
  • عدد التعليقات : 0
  • التـقييــم : غير محدد
  • تقييم الموضوع
  • سيئ
  • متوسط
  • جيد
  • جيد جداً
  • ممتاز
  • تقييم